للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧ - قوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} (١).

نقل القرطبي عن جماعة من أهل التأويل أنهم احتجوا بالآية على أنَّ الإنسان يعاقب بما ينويه وإن لم يفعله (٢) (٣).

٨ - استدل النووي -رحمه الله- بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} (٤)، حيث رتَّب الله العذاب على فعل القلب وهو مجرد حبِّ إشاعة الفاحشة، والقصد فعل قلبي كالحبّ، يقول الكرماني: "إنَّ النية السيئة يعاقب عليها بمجرد النيّة، لكن على النية لا على الفعل، حتى لو عزم أحد على ترك الصلاة بعد عشرين سنة يأثم في الحال، لأن العزم من أحكام الِإيمان، ويعاقب على العزم لا على ترك الصلاة" (٥).

٩ - حديث سهل بن حنيف (٦) -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من سأل الله الشهادة بصدق، بلَّغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه" (٧).

فهذا ينال أجر الشهيد لنيته الجازمة على الفعل، وإلا فمجرد القول إذا كان من غير إرادة جازمة لا يكفي في حصول هذا الثواب.

١٠ - قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي كبشة الأنماريّ: "إنما الدنيا لأربعة نفر:


(١) سورة الحج (٢٥).
(٢) تفسير القرطبي (١٢/ ٣٥).
(٣) والمانعون للاحتجاج بالآية يخصونها بالحرم المكي، ويقولون: هذه الآية ليست نصا في الموضوع.
(٤) سورة النور (١٩).
(٥) الكرماني على البخاري (١/ ٢٠ - ٢١).
(٦) هو سهل بن حنيف بن واهب بن عكيم الأنصاري أبو ثابت المدني البدري، شهد المشاهد كلها، قال البخاري: بايع تحت الشجرة، وكان عقيما لا يولد له، توفي سنة (٣٨ هـ).
راجع: (خلاصة تذهيب الكمال ١/ ٤٢٦)، (تهذيب التهذيب ٤/ ٢٥١)، (الكاشف ١/ ٤٠٧).
(٧) رواه مسلم (مشكاة المصابيح ٢/ ٣٥٢).

<<  <   >  >>