رواه البخاري في صحيحه (انظر فتح الباري ٣/ ٣٢٧) (الربيع: الينبوع أو الجدول المتدفق). فالرسول -صلى الله عليه وسلم -، يقرر أن الخير الذي جعله الله لعباده لا يأتي بالشر بذاته، ولكن الشر يأتي من الطريقة التي يتناول الإنسان بها المال، وضرب لذلك مثلا بالنبات الذي ينبت على مياه الجداول والعيون، فإنه خير جاء من خير، ولكن البهائم قد تتناول منه، وتأكل بلا توقف، حتى يمتلىء بطنها، وينتفخ، ولا تستطيع له تصريفا، فيقتلها شربها، ويودي بحياتها، وأما البهائم التي تأكل أطيب العشب، وتأكل بمقدار لا يضرّ بها، وتصبر حتى تستطيع أن تصرف ما أكلته، ثم تعود من جديد، فإن العشب لا يكون إلا خيرا لها. وجامع المال من غير حله، والمنفق وقته وتدبيره في هذا، يجمع ولا يعطي، ويكدس المال في ليله ونهاره، مثله كمثل الحيوان الذي يقتله طعامه، أما الذي يأخذه من حلّه ويعطي حقه، وينفق على من يستحق، فهذا يعود عليه المال بالخير في الدنيا والآخرة. (٢) سورة الأعراف/ ٣٢. (٣) سورة الأعراف/ ٣٢.