(٢) شرح الأربعين النووية ص ١١. (٣) الأخلاق والسير ص ١٦. (٤) قريب من هذه المسألة ما يقع لبعض الناس الذين ليس لهم عادة فى العبادة والتهجد وقراءة القرآن في الليل أو في أطراف النهار، فإذا صحب قوما هذا شأنهم انبعث إلى العبادة، ونشط، وقد يظن بعض الناس أن هذا رياء، وهذا ليس على إطلاقه كما يقول ابن قدامة، بل فيه تفصيل، ذلك أن المؤمن يرغب في عبادة ربه، ولكن تحول دون ذلك عوائق، وتستهويه الغفلة، فربما كانت مشاهدة الغير سبباً لزوال الغفلة، واندفاع العوائق، فإن الإنسان إذا كان في منزله تمكن من النوم على فراش وطيء، وتمتع بزوجته، فإذا بات في مكان غريب اندفعت عنه الشواغل، وحصلت له أسباب تبعث على الخير، منها مشاهدة العابدين ففي مثل هذه الأحوال ينتدب الشيطان للصد عن الطاعة، ويقول: إذا عملت غير عادتك كنت مرائيا، فلا ينبغي أن يلتفت إليه؛ وإنما ينبغي أن يتلفت إلى قصده الباطن ولا يلتفت إلى وساوس الشيطان. وبين لنا ابن قدامة سبيلا يختبر هذا وأمثاله فيه نفسه، وذلك بأن يمثل القوم في مكان يراهم ولا يرونه، فإدا رأى نفسه تسخو بالتعبد فهو لله، وإن لم تسخ وكان سخاؤها عندهم رياء، وقس على هذا (مختصر منهاج القاصدين ص ٢٣٤).