للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفسها؛ بحيث لو هو علا عن ذلك لخفي على الناس، ولو نزل عن ذلك لما ظهر في الناس؛ لأن علوه، يفوت ذرعهم، ونزوله يوجدهم السبيل إلى معارضته ونقضه، وكلا هذين يجعل أمره عليهم غمة فلا يتجهون إلى صواب. وإنما هو في نفسه وفي أفهام الناس كما وصفه الله "الحق والميزان"١ كل الناس يعملون لفهمه ويدأبون عليه، ولكل درجات مما عملوا.


١ هذه الكلمة وحدها في وصف القرآن معجزة، فقد أثبتت كل العلوم أن "الميزان" أصل الكون، وأن كل شيء بقدر ونسبة؛ وعطف الميزان على الحق في وصف القرآن مما يحير العقل؛ لأن أحدهما مما يلينا خاصة والآخر مما يلي الكون عامة، حتى لا يتغير ولا يتبدل؛ وميزان لا يغير ولا يبدل.

<<  <  ج: ص:  >  >>