تمكنها! قال: "وكيف ترون رحاها"؟ قالوا: ما أحسنها وأشد استدارتها! قال: "وكيف ترون بواسقها"؟ قالوا: ما أحسنها وأشد استقامتها! قال: "وكيف ترون برقها؟ أوميضًا أم خعيا أم يشق شقا"؟ قالوا: بل يشق شقا. قال: "فكيف ترون جونها"؟ قالوا: ما أحسنه وأشد سواده! فقال عليه السلام: "الحياء الحياء": المطر. وقواعد السحابة: أسافلها. ورحاها: وسطها، وبواسقها أعاليها. والوميض اللمع الخفي. وخعيا -بسكون العين- أي: ضعيفًا وجون السحابة: أسودها. فقالوا: يا رسول الله، ما رأينا الذي هو أفصح منك. قال: "وما يمنعني من ذلك؟ فإنما أنزل القرآن بلساني، لسان عربي مبين". فتأمل قولهم: "ما رأينا الذي هو أفصح منك" فإن تعبيرهم "بالذي" يدل على تمكن هذا الاعتقاد منهم، وأنهم يخبرون عن نظر ومعرفة واستقصاء، وأنه ليس في جميعهم واحد يقال عند "الذي"، والرواة وعلماء اللغة والبلاغة جميعًا، على أنه صلى الله عليه وسلم من أفصح من نطق بالعربية، وأنه ما جاءهم عن أحد من روائع الكلام مثل ما جاءهم عنه صلى الله عليه وسلم. ١ السعف: أغصان النخل ما دامت بالخوص، فإذا زال الخوص عنها قيل: جريد. ٢ الحصر: امتناع الكلام وذهابه عمن يريده، لعجز أو غيره.