ولا غنى للشاعر -جاهليا أو إسلاميا- عن اتباع غيره من الشعراء، وأول ذلك الرواية، وقد كانت شائعة إلى أن انتشر الخط وكثرت الدواوين فصار الشعراء يتلقون عنها، وقد وقفنا على أسماء بعض الشعراء الذين رووا لغيرهم وتخصصوا بهذه الرواية لهم مبعثرة في بطون الأوراق فجمعناها، وهي على قلتها كافية في الدلالة، فمنهم امرؤ القيس، كان راوية أبي دؤاد الإيادي "ص٦١ ج١: العمدة" وكان زهير راوية أوس بن حجر، وهو زوج أمه، وطفيل الغنوي "ص١٣٢ و١٥٥ ج١: العمدة" وكان الحطيئة راوية زهير وابنه "ص٧٨ ج٧: الأغاني" ولم يقتصر على الرواية لهما بل كان يروي شعر الحجازيين أيضًا وكان منقطعًا لهم "ص٣٤: الطبقات" وكان هدبة بن الخشرم راوية الحطيئة، وجميل راوية هدبة، وكثير راوية جميل "ص٨ ج٧: الأغاني" وبلغ من اعتباره إياه أنه كان إذا استنشد لنفسه بدأ فأنشد لجميل "ص١٣٢ ج١: العمدة" وكان أبو ذؤيب الهذلي راوية ساعدة بن جوبة الهذلي "ص١٥٤: الطبقات" ولا نظن استغراق هذا الباب ممكنًا إلا أن يكون قد كتب فيه أحد المتقدمين من أئمة الأدب.