للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأعجب شيء أنك لا ترى في كلام أحد من الصدر الأول من لدن النبي صلى الله عليه وسلم ما يشير إلى ذلك الخبر، مع أنهم تكلموا في الشعر والشعراء وفاضلوا بينهم، وورد في الحديث كلام عن امرئ القيس وعنترة، وكل ذلك مما يدل على أن ذلك التعليق إنما كان بحبل التلفيق!

وقد شرح هذه القصائد ذكر منهم صاحب "كشف الظنون" أبا جعفر بن النحاس المتوفى سنة ٣٣٨هـ، وأبا علي الثعالبي المتوفى سنة ٣٥٦هـ، وأبا بكر البطليوسي المتوفى سنة ٣٩٤هـ، وأبا زكريا ابن الخطيب التبريزي المتوفى سنة ٥٠٢هـ؛ والدميري صاحب "حياة الحيوان"، والزوزني المتوفى سنة ٤٨٦هـ وشرحه مطبوع متداول، وهي مشروحة أيضًا في كتاب "الجمهرة"، ولابن الأنباري عليها شرح مفرد.

وقد رأينا من ينكر أن هذه القصائد صحيحة النسبة إلى قائليها، مرجحًا أنها منحولة وضعها مثل حماد الراوية، أو خلف الأحمر، وهو رأي فائل؛ لأن الروايات قد تواردت على نسبتها، وتجد أشياء منها في كلام الصدر الأول؛ وإنما تصحح الروايات بالمعارضة بينها؛ فإذا اتفقت فلا سبيل إلى ذلك، غير أنه مما لا شك فيه عندنا أن تلك القصائد لا تخلو من الزيادة وتعارض الألسنة، قل ذلك أو كثر؛ أما أن تكون بجملتها مولدة فدون هذا البناء نقض التاريخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>