ومحمد بن جعفر المرسي الأديب الكاتب النحوي الذي كان إليه المرجع في إيضاح مبهم الكتب وفتح أقفالها، توفي سنة ٥٨٧هـ.
وداود بن يزيد الغرناطي المتوفى سنة ٥٧٣هـ، كان يقرئ العربية واللغة والأدب، وهو عالي المرتبة في ذلك رفع الطبقة، قيل: فيه إنه كان آخر النحاة بغرناطة.
وعبد الرحمن بن محمد المعروف بالمكناسي، المتفنن في ضروب الآداب واللغات، الحافظ لأيام العرب وفرسانها، الكاتب البارع الشاعر البليغ، واشتهر بعمل المقامات خصوصًا اللزومية منها -وسيأتي ذكره في بحث الصناعات اللفظية- توفي سنة ٥٩١.
وقاضي الجماعة أبو العباس الجياني القرطبي، كان من أصحاب الآراء في العربية وخالف فيها جمهور أهلها، وكان رحلة في الرواية وعقلًا في الدراية، عارفًا بالأصول والكلام والطب والحساب والهندسة، شاعر بارع كاتب بليغ، وتوفي سنة ٥٩٢هـ.
وأحمد القرطبي المشهور بالوزغي، المبرز في العربية والأدب، شاعر راوية مكثر، وتوفي سنة ٦١٠هـ.
وأبو الحسن بن خروف، إمام العربية في زمنه، وهو أحد [الذين] ملئت كتب العربية بأسمائهم، وتوفي سنة ٦٠٩هـ وهو على التحقيق خاتمة هذا العصر.
المائة السابعة:
كان في أول هذه المائة، أبو بكر الإشبيلي المعروف بابن طلحة، وهو شاعر أديب إمام في العربية والكلام، توفي سنة ٦١٨هـ.
وأبو العباس الشريشي صاحب الشروح الثلاثة على مقامات الحريري، وقد طبع منها الشرح الكبير، وهو أديب مبرز في العربية ذاكر للآداب، كاتب بليغ فاضل ثقة، توفي سنة ٦١٩هـ.
وأبو العباس الأشبيلي المعروف بابن الحاج، وكان متحققًا بالعربية حافظًا للغات مقدمًا في العروض، وقد برع في لسان العرب حتى لم يبق فيه من يفوقه أو يدانيه، وهو الذي كان يقول: إذا مت يفعل ابن عصفور في كتابه سيبويه ما شاء! كأنه يرى نفسه خلفًا من سيبويه، وقد مات سنة ٦٤٧هـ.
وأبو يحيى محمد بن رضوان الوادي آشي، وكان مضطلعًا بالعربية والفقه والنسب، إمامًا في ذلك، مشاركًا في علوم أخرى من الحساب والهيئة والهندسة وغيرها، توفي سنة ٦٥٧هـ.
وأبو علي الإشبيلي المعروف بالشلوبين -ويخطئ النحاة المتأخرون كثيرًا في ضبط هذا اللقب إذ يلفظونه بضم اللام- وقد ضبطه السيوطي وقال إن معناه "بلغة الأندلس: الأبيض الأشقر" وإلى أبي علي هذا انتهت إمامة العربية بالمشرق والمغرب، فكان آخر أئمة هذا الشأن، وكان مع ذلك نقادًا للشعر بصيرًا بمعانيه، وقد أقرأ نحو ستين سنة، حتى لم يتأدب بالأندلس أحد في وقته إلا وأسند إليه مباشرة أو بواسطة، وتوفي سنة ٦٤٥هـ وكان مولده سنة ٥٦٢هـ.