للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمثالها إلا كتاب "الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية" وأقدم تاريخ ذكر في هذا الكتاب هو ما أرخوا به وفاة الشيخ تاج الدين بن إبراهيم المتوفى سنة ٧٨٢هـ وقد ذكر صاحب "الشقائق" هذه العبارة: وقال المؤرخ في تاريخ وفاته:

انتقل الشيخ وتاريخه ... "قدسك الله بسر رفيع"

وهو يذكر تراجم العلماء من سنة ٦٩٩هـ؛ فلو كان التاريخ شائعًا قبل ذلك لكان فيهم من لا تسقط به قيمته عن أن يستحق تاريخًا شعريا وقد مرت عليهم ٧٣ سنة وهو الفرق ما بين العهدين.

وقد أخذ العرب اصطلاح الدلالة بالأحرف على الأعداد قديمًا عن السريان، فإنهم كانوا يعبرون عن الأعداد بالحروف، كالعبرانيين واليونانيين؛ والحروف عند السريانيين مرتبة ترتيب حروف "أبجد ... " غير أن العرب زادوا عليها كلمتي "ثخذ وضظغ" وهي التي سموها الروادف، وأعدادها من ٥٠٠ إلى ١٠٠٠؛ لأن هذه الأحرف الستة لا توجد في لغة السريان ولا في لغة العبرانيين؛ ولكن يوجد فيها ما يقابلها، وهي ستة أحرف فرعية نوعوا بها الأحرف الأصلية التي هي: الباء والجيم والدال والكاف والفاء والثاء، فهذه الأحرف عندهم إما جاسية جافية وإما مخففة لينة، وتعرف باصطلاح السريانيين بالمقساة والمركخة، فإذا كانت جاسية تلفظ كما تلفظ في العربية وتعلم بنقطة فوقها عند السريانيين وفي وسطها عند العبرانيين، وإذا كانت مخففة فإن الباء تلفظ كالفاء الفارسية والجيم كالغين العربية، وتلفظ الدال ذالًا، والكاف خاء، والفاء باء فارسية، والثاء تاء.

وزعموا أن أبجد هوز إلخ أسماء لبعض ملوك مدين، وقيل غير ذلك، وهو خلاف لا فائدة في إيراده؛ لأنه مما لا ثبت له من التاريخ ولا من أقوال المحققين، غير أن بعض المتأخرين يرجح أن هذه الأحرف جمعت كذلك بقصد حصرها في ألفاظ يسهل استظهارها ولو لم تكن ذات معان، كما حصروا بعض أنواع الحروف مثل أحرف القلقلة في قولهم "قطب جد" ونحوها.

وهو اصطلاح فاش في أكثر الفنون، كالنحو والفقه والعروض وغيرها.

والأنواع التي اصطلح عليها في هذا التاريخ هي:

المستوفى وهو ما لا تحتاج كلماته ضميمة غيرها، كأثر التواريخ المتداولة.

والمذيل، وقد مر مثاله؛ وعكسه أن يكون التاريخ زائدًا فينبه فيه على حرف إذا أسقط جمله من المجموع كان الباقي هو التاريخ، كقول جمال الدين العصامي في تاريخ وصول قاضي مكة وكان اسمه حسنًا، وذلك سنة ١٠٧٤هـ وهو: "حسن قاضينا حسن بلا كلام"، فإذا أسقطت جمل "بلا كلام" من جمل "حسن قاضينا حسن" كان التاريخ ما بقي.

والمتوج وهو ما تحسب أوائل كلماته دون باقيها، كقول بعضهم لسنة ١١٠٢هـ:

قد جاء عام جديد ... لكل خير يحوز

أرخ أوائل "قولي ... بكل خير تفوز"

والممثل وهو ما كان بالتمثيل، كقولهم لتاريخ ٩٨٩ "إنه محمل بين علمين" لأن صورة هذه

<<  <  ج: ص:  >  >>