للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن الياء تجعل جيما في النسب، عند بني تميم: يقولون غلامج أي: غلامي؛ وكذلك الياء المشددة تحول جيما في النسب، يقولون: بَصْرِجّ وكُوفِجّ، في بصري وكوفي. وعكس هذه اللغة في تميم -على ما نقله صاحب "المخصص"- وذلك أنهم يقولون: صهريّ والصهاريّ، في صهريج والصهاريج.

٢- في لغة مازن يبدلون الميم باء والباء ميمًا، فيقولون في بكر: مكر، وفي اطمئن: اطبئن، وقد تقدمت.

٣- في لغة طيئ يبدلون تاء الجمع هاء إذا وقفوا عليها، إلحاقًا لها بتاء المفرد؛ وقد سمع من بعضهم: "دفن البناه، من المكرماه" يريد: البنات، والمكرمات؛ وحكى قطرب قول بعضهم: كيف البنون والبناه، وكيف الإخوة والأخواه؟ وسيأتي في النوع الرابع عكس هذه اللغة.

٤- في لغة طيئ أيضًا يقلبون الياء ألفًا بعد إبدال الكسرة التي قبلها فتحة، وذلك من كل ماض ثلاثي مكسور العين، ولو كانت الكسرة عارضة كما لو كان الفعل مبنيا للمجهول، فيقولون في رضي وهُدي: رضا، وهدى؛ بل ينطقون بها قول العرب "فرس حظية بظية" فيقولون: حظاة بظاة. وكذلك يقولون: النصاة، في الناصية.

ومن لغتهم أنهم يحذفون الياء من الفعل المعتل بها إذا أُكّد بالنون، فيقولون في: اخْشَينّ وارمينّ.... إلخ. اخشنّ وارمنّ. وجاء من ذلك في الحديث الشريف على لغتهم: "لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء تنطحها". وتنسب هذه اللغة إلى فزارة أيضًا كما تنسب إلى طيئ.

٥- في لغة طيئ على ما رواه ابن السكيت أنهم يبدلون في الهمزة في بعض المواضع هاء، فيقولون: هن فعلت فعلت، يريدون: إن فعلت، ومنه قول شاعرهم:

ألا يا سنا برق على قلل الحمى ... لهنك من برق علي كريم

أي: لإنك وسيأتي عكس هذه اللغة في النوع الرابع.

٦- في لغة تميم يجيئون باسم المفعول من الفعل الثلاثي إذا كانت عينه ياء على أصل الوزن بدون حذف، فيقولون في نحو: مبيع مبيوع؛ ولكنهم لا يفعلون ذلك إذا كانت عين الفعل واوًا إلا ما ندر، بل يتبعون فيه لغة الحجازيين، نحو: مَقُول ومَصُوغ؛ وهكذا.

٧- في لغة هذيل لا يبقون ألف المقصور على حالها عند الإضافة إلى ياء المتكلم، بل يلقبونها ياء ثم يدغمونها، توصلًا إلى كسر ما قبل الياء، فيقولون في عصاي وهواي: عَصِيّ وهَوِيّ؛ قال شاعرهم:

سبقوا هوِيّ وأعنقوا لهواهم ... فتخرموا ولكل جنب مصرع

ولا يفعلون ذلك إلا إذا كانت الألف في آخر الاسم للتثنية، كما في نحو: "فتياي" بل يوافقون الجمهور في إبقائها دون قلب، كأنهم كرهوا أن يزيلوا دلالتها على المعنى الذي ألحقت بالكلمة له.

٨- في لغة فزارة وبعض قيس يقلبون الألف في الوقف ياء، فيقولون: الهُوي وأفعي وحُبلي.

<<  <  ج: ص:  >  >>