للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن تميم من يقلب هذه الألف واوًا فيقول: "الهُدو وأفعو وحبلو" ومنهم من يقلبها همزة فيقول: ألهُدأ وأفعأ وحُبلأ".

وقريب من قلب الألف واوًا ما رواه ابن قتيبة عن ابن عباس: "لا بأس بلبس الحِدَوْ للمحرم" أي: الحذاء, وهو دليل على أن من بعض لغاتهم قلب الألف مطلقًا واو.

٩- في لغة خشعم وزبيد يحذفون نون "من" الجارة إذا وليها ساكن، قال شاعرهم.

لقد ظفر الزوار أقفية العدا ... بما جاوز الآمال م الأسر والقتل

وقد شاعت هذه اللغة في الشعر واستخفها كثير من الشعراء فتعاوروها.

١٠- في لغة بلحرث يحذفون الألف من "على" الجارة واللام الساكنة التي تليها، فيقولون في على الأرض، علأرض، وهكذا.

١١- في لغة قيس وربيعة وأسد وأهل نجد من بني تميم، يقصرون "أولاء" التي يشار بها للجمع ويلحقون بها "لامًا" فيقولون: أولالك، قال بعضهم:

أولالك قومي لم يكونوا أشابة ... وهل يعظ الضليل إلا أولالك١

١٢- في لغات أسماء الموصول:

بلحرث بن كعب وبعض ربيعة يحذفون نون اللذين واللتين في حالة الرفع، وعلى لغتهم قول الفرزدق:

أبني كليب إن عمي اللذا ... قتلا الملوك وفككا الأغلال

وقول الأخطل:

هما اللتا لو ولدت تميم ... لقيل فخر لهم صميم

وتميم وقيس يثبتون هذه النون ولكنهم يشددونها، فيقولون: اللذان، واللتان؛ وذلك في أحوال الإعراب الثلاثة، وللنحاة في حكمة هذا التشديد أقوال ليست من غرضنا.

وطيئ تقول في الذي ذو، وفي التي ذات. ولا يغيرونهما في أحوال الإعراب الثلاثة رفعًا ونصبًا وجرا. وقال أبو حاتم: إن "ذو" الطائية للواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد، وإعرابها بالواو في كل موضع.

وسيأتي في النوع الرابع بعض لغات غير منسوبة في أسماء الموصول.

١٣- في لغة ربيعة يقفون على الاسم المنون بالسكون في كل أحوال الإعراب، فيقولون: رأيت خالد، ومررت بخالد، وهذا خالد؛ وغيرهم يشاركهم إلا في النصب.

وفي لغة الأزد يبدلون التنوين في الوقف من جنس حركة آخر الكلمة فيقولون جاء خالدو، ومررت بخالدي.


١ الأشابة: الأخلاط، والضليل: مبالغة.

<<  <  ج: ص:  >  >>