للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من غزلهنّ «١» من الجمعة إلى الجمعة، وفى آخرها تأخذ العجوز الغزل وتمضى به إلى السوق وتبيعه، وتشترى منه «٢» كتّانا، وممّا فضل تشترى ما يتقوّتن «٣» به من الجمعة إلى مثلها.. فأخذت العجوز الغزل فى خرقة حمراء وذهبت به إلى السّوق على عادتها، فبينما هى فى أثناء الطريق إذا بطائر انقضّ على الخرقة الحمراء التى فيها الغزل واختطفها من العجوز، فسقطت العجوز إلى الأرض مغشيا عليها «٤» ، فلما أفاقت قالت: كيف أصنع بأيتام ضعفاء قد أجهدهم الجوع والفقر «٥» ؟! وشكت، فاجتمع عليها الناس وسألوها عن خبرها، فأخبرتهم بالقصة، وكانت قريبة من منزل السيدة نفيسة فدلّها الناس «٦» عليها وقالوا لها: امضى إليها واسأليها الدعاء، فإن الله يزيل عنك ما تجدينه من الهمّ.. فلما جاءت إلى السيدة [نفيسة] «٧» أخبرتها بما جرى لها مع الطير، وبكت، وسألتها الدعاء، فرحمتها السيدة [نفيسة] رضى الله عنها، ورفعت رأسها إلى السماء وقالت: اللهمّ يا من علا «٨» فاقتدر، وملك فقهر، اجبر «٩» من أمتك هذه ما انكسر، فإنها هى وأطفالها عيالك.. ثم قالت: اقعدى على الباب، فإن الله على كل شىء قدير.. فقعدت المرأة عند الباب وفى قلبها لهيب النار على الأطفال، فما كان إلّا أن جلست ساعة يسيرة، وإذا بجماعة