ثم تمشى من التربة التى تعرف بمعاذ قليلا، ثم تنحرف على يدك اليمنى تجد قبرا كبيرا، هو قبر الفقيه العالم الولىّ أبى السّمراء الضرير، كان من أجلّ الفقهاء والعلماء، وكان فقيها، عالما، نحويّا، أصوليّا، لا يطاق فى علومه، وكان له قدم صدق مع الله تعالى، وكان كثير الاجتهاد فى الحفظ، قيل: إنّه لمّا عمى كان يحفظ تلقينا فى كل يوم ما يزيد على مائة سطر.
وسأل الله تعالى فى ذهاب بصره، وألّا يردّه عليه إلّا بين يديه، فاستجاب الله له ذلك، فلمّا مات رئى فى النوم، فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال:
أوقفنى بين يديه وقال: افتح بصرك وانظر، فقد أعطيتك ما سألت. قال:
ففتحت بصرى فرأيت ربى!
قال ابن دحية: وكان السلطان الملك الكامل يأتى إلى قبره، ويدعو الله تعالى عنده فى قضاء حوائجه، فيستجاب له، وقد وقع له «٢» مرارا عديدة (انتهى) .
وكان- رضى الله عنه- شافعىّ المذهب، يفتى الناس على مذهبهم.
*** قبر المرأة الصالحة خيزرانة المكاشفة «٣» :
ثم إذا فرغت من زيارته فاذهب إلى المرأة الصالحة خيزرانة المكاشفة الزاهدة.