وممن قبر بهذا المشهد أبو الحسن بن على بن محمد بن أحمد بن على بن الحسن بن طباطبا، وهو ولد صاحب الحورية، وكان من الزّهّاد العبّاد، توفى- رضى الله عنه- فى سنة ٣٥٢ هـ.
قال- رضى الله تعالى عنه: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم فى المنام، فقلت:
يا رسول الله، من أقرب إليك من أهلك؟ قال: من ترك الدنيا وراء ظهره، وجعل الآخرة نصب عينيه، ولقينى وكتابه مطهّر من الذنوب. ومعه فى قبره والدته، ووالده المذكور آنفا.
بعض من دفن بمشهد «طباطبا» من نسله غير ما تقدم «٢» :
وممن قبر بهذا المشهد الحسن بن محمد بن أحمد بن القاسم الرّسّى ابن إبراهيم طباطبا، والرّسّ قرية من قرى المدينة، سكنها القاسم المذكور فعرف بها. ولمّا دخل القاسم المذكور إلى مصر جلس بالجامع العمرى، واجتمع عليه الناس لسماع الحديث، وجمعوا له المال، فأبى أن يقبل منه شيئا، فزاد أهل مصر محبّة فيه لزهده فى المال. وكانت له دعوة مجابة.
وقال العبيدلى «٣» : كان القاسم أبيض، مقرون الحاجبين، كثير الخشوع، يتكلم بالحديث غالبا والقرآن، وكان كثيرا ما يقول: حدثنى أبى عن جدى عن أمير المؤمنين علّى بن أبى طالب، رضى الله عنه، أنه كان يقول:
من أراد البقاء، ولا بقاء «٤» ، فليباكر الغداء، ولا يتمسى بالعشاء،