وكان والده عطاء الله معاصرا للشيخ أبى الحسن الشاذلى، مؤسس الطريقة الشاذلية، فقد ذكر ابن عطاء الله فى كتابه «لطائف المنن» مايلى: «أخبرنى والدى- رحمة الله عليه- قال: دخلت على الشيخ أبى الحسن الشاذلى، رضى الله عنه، فسمعته يقول: والله قد تسألوننى عن المسألة لا يكون لها عندى جواب، فأرى الجواب مسطرا فى الدواة، والحصير، والحائط ... » .
وكان أفراد الأسرة التى نشأ فيها ابن عطاء الله مشتغلين بالعلوم الدينية وتدريسها، لأن جده لوالده كان فقيها معروفا فى عصره، ولأن ابن عطاء الله نشأ- كجده- فقيها مشتغلا بالعلوم الشرعية، فكان يطمع إلى بلوغ منزلته.
ويذكر ابن عطاء الله فى كتابه السابق أن جده كان ينكر على الصوفية، وأن هؤلاء كانوا يصبرون على أذاه، وقد وضح ذلك فى القصة التالية:«قال الشيخ أبو العباس المرسى لأصحابه: إذا جاء ابن فقيه الإسكندرية- يقصد ابن عطاء الله- فأعلمونى به، فلما أتيت وعلم بى قال: جاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ومعه ملك الجبال حين كذّبته قريش، فسلم عليه ملك الجبال وقال: يا محمد، إن شئت أطبق عليهم الأخشبين فعلت. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا، ولكن أرجو أن يخرج من أصلابهم من يوحّده ولا يشرك به شيئا، فصبر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم رجاء من يخرج من أصلابهم، كذلك صبرنا على جد هذا الفقيه- يقصد جد ابن عطاء الله- لأجل هذا الفقيه»«١» .
[أطوار حياته:]
تقسم كتب التراجم حياة ابن عطاء الله إلى ثلاثة أطوار، الأول: أمضاه بمدينة الإسكندرية طالبا للعلوم الدينية فى عصره، من تفسير، وحديث، وفقه،