وعلى مقربة منه «٢» قبر الفقيه يوسف، إمام مسجد العدّاسين، رحمه الله تعالى، كان فقيها «٣» جيدا، سكّيتا، قليل التعصب، يلقى كل أحد بما «٤» يليق به. وكان من دعاه يمضى معه، ما يتكبّر عن أحد. وكان إذا قيل له:
أدع لنا، فأكثر ما يقول لمن قال ذلك: قضى الله حوائجك ورزقك الجنة.
قبر الدّرعى- رحمه الله «٥» :
وفى آخر التربة من الشرق قبر الدّرعى رحمه الله، كان قليل الكلام، يأخذ خبزه فى طبق ويمضى «٦» به للفرن، فيلقاه أصحابه، فيريدون حمله عنه، فيقول: لا، أنا أخدم نفسى.
وكان إذا ذكر عنده المذاهب والتّعصّبات يقول: يا قوم، ما هذه التعصبات؟ القرآن كلام الله، والرسول الذي أتى به رسول الله، فنتبع ما فيه وندع ما سواه «٧» .
وحكى عن رجل «٨» من أهل الخير قال: بعثت جمالا لأسد الدين شير كوه فى أول أمره، فطلبنى شير كوه صاحب مصر، فاستخفيت وجئت إلى هذا الشيخ الدّرعى، فقلت له: يا سيدى، أنا فى شدة من أمر كذا وكذا،