إلهنا، سبحانك، منّ علينا بتلك المشاهد الرّبّانيّة، وأنزلنا عندك المنازل العيانيّة، وخذنا منّا ولا تبق فينا لغيرك بقيّة، طهّرنا بطهرك يا طهور، طيّبنا بطيبك يا طيّب، قدّسنا بقدسك يا قدّوس، نوّرنا بنورك يا نور، كمّلنا بكمال الحضرة، واجعلنا من أهل النّضرة والنّظرة، عجّل لنا خيرك، امنحنا ميرك «١» . اجبرنا جبرك، يا جابر الكسير، يا راحم الأسير، يا مغنى الفقير، أنت أنت الغنى، ونحن نحن الفقراء، وكلّ يعمل على شاكلته «٢» إن لم يرحم العبد مولاه فمن يرحمه ويتولّاه؟ ضاقت بنا الحيل، لا علم ينفعنا ولا عمل.
يا رحيم يا ودود، يا رحيم يا ودود، نسألك باسمك المخزون المكنون، الطّاهر المطهّر، المقدّس المبارك، الحىّ القيّوم الإجابة والقبول، والعناية والوصول، إلى غاية المأمول، آمين آمين آمين، وسلام على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين، يا مولاى يا واحد، يا مولاى يا دائم، يا علىّ يا حكيم.
[وفاته:]
وتوفى الشيخ على وفا- رحمه الله- بمنزله فى الروضة فى يوم الثلاثاء فى الثانى من ذى الحجة سنة ٨٠٧ هـ «٣» . وله من الذكور أبو العباس أحمد، وأبو الطيب محمد، وأبو الطاهر محمد، وأبو القاسم محمد، ومن الإناث الشريفة: حسنة، ورحمة، وضحى. وكانت جنازته تضم خلقا كثيرا لم تر القاهرة مثلها، فقد كانت جماعته وأصحابه يمشون أمامها ويذكرون الله بطريقة