وتمشى تجد قبر أبى إسحاق إبراهيم العراقى، الخطيب بجامع عمرو، وهو شارح المذهب، والفقيه نصر بن أبى المنصور ظافر المالكى. ثم تمشى إلى قبر الشيخ أبى الفضائل عتيق بن رشيق بجامع الفيلة «١» .
قبر الشيخ أبى الربيع سليمان، رحمه الله «٢» :
ثم تشرّق تجد «٣» قبر الشيخ أبى الربيع سليمان، رحمه الله. كان كبير الشأن، كثير الكرامات والسياحات، وهو شيخ العارف بالله أبى عبد الله محمد القرشيّ، رحمة الله عليه. له حكايات وفضائل مشهورة مذكورة. ولقى جماعة من الأولياء بالمغرب، وأخذ عنهم أحوالهم وأعمالهم.
[وحكى عنه القرشى «٤» قال: دخلت عليه يوما، فسلّمت عليه، فلم يجب، فغبت ساعة ثم أتيته، فسلمت عليه، فردّ السّلام ثم قال: يا أخى، لمّا دخلت علىّ كان الإفرنج قد ضايقوا المسلمين، وكنت مستغرقا فى حالى بسببهم، وقد نصرهم الله على العدوّ اليوم] فله الحمد والشكر، وقتل المسلمون من الكفّار خلقا كثيرا. قال: فأرّخت تلك الحادثة فى الوقت الذي أخبر به، فكان كما قال.
وذكر عنده رجل- وقد سافر إلى الحجاز- فقال: اليوم ركب جلبة فلان وسافر، وأرّخ الوقت، فلما قدم الرّجل قال: ركبت فى جلبة «٥» فلان وسافرت فى الوقت الفلانى- كما قال الشيخ.