ومن كلامه فى كتابه «فصول الحقائق» : «أعوذ بالله من شياطين الخلق والكون، وأبالسة العلم والجهل، وأغيار المعرفة والنكرة.
اللهم إنى أعوذ بك وبسبق قدمك من شرّ حدودك، وبظلمة ذاتك من نور صفاتك، وبقوة سلوبك من ضعف إيجادك، وبظلمة عدمك من نور تأثيراتك، وأعذنى اللهم بك منك فى كل شىء» .
وله كلام دقيق لا يدركه إلّا أهل الولاية والتحقيق، وله أيضا- رضى الله عنه- لسان عجيب قد بهر الأولياء والعلماء ببلاغته وفصاحته وجزالته ورجاحته فى الثناء على الله عز وجل ودعائه ومناجاته، فى حزب الفتح، يقول- رضى الله عنه:
«اللهم إنى أومن بك، وبملائكتك، وكتبك، ورسلك، وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشرّه، وأقرّ بوحدانيتك، وأستعينك، وأتوكل عليك، وأستغفرك، وأتوب إليك، وأخشى سطوتك وأرجو رحمتك، يا مؤمن، يا باعث، يا وارث، يا واحد، يا معين، يا كافى، يا غفّار، يا توّاب، يا قهار، يا رحمن، يا رحيم، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ، سُبْحانَكَ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ.
اللهمّ إنه ليس لى عليك حقّ فأطلبه منك، ولك علىّ حقّ فلم أستطع كمال تأديته إليك، ولكنّى أقف بوصف الذلّ والفقر والفاقة لوسيع عطائك، يا عزيز، يا غنىّ، يا كريم، يا واسع، يا معطى.
اللهمّ هب لنا الخلوة معك والعزلة عمّا سواك، واملأ أسماعنا بلذيذ خطابك، وصمّت ألسنتنا عن مخاطبة غيرك، واقصر أرجلنا عن السّعى فى غير طاعتك، واجعل نفوسنا مطيعة لأمرك، وقلوبنا مطمئنّة بذكرك، وعقولنا مسترشدة بعلمك، وأبداننا هيّنة ليّنة لطاعتك، وهب لنا المداومة على ذلك على بساط العلم والمراقبة، والتوسّط بين الخوف والرجاء، وأيّدنا فى استغراق رؤية ذلك بنور المعرفة والمشاهدة.