أحد زهّاد الدنيا، وهو رجل عتق من النار، وتكفّل لمن يزوره أن يعتق من النار إن شاء الله تعالى ببركته، ذكر بالإسناد عن النبي صلّى الله عليه وسلم، أنه قال:
«يكون فى أمّتى رجل يقال له صلة بن أشيم يدخل الجنة بشفاعته كذا وكذا» .
قال «٢» ثابت البنانيّ: كان صلة بن أشيم يخرج إلى الجبّانة فيتعبّد، وكان يمر على شباب يلهون ويلعبون، فيقول لهم: أخبرونى عن قوم أرادوا سفرا، فجازوا النهار عن الطريق، وباتوا الليل، متى يقطعون سفرهم؟ قال: وكان يقول ذلك «٣» كلما مرّ بهم، فمرّ بهم ذات يوم فقال لهم هذه المقالة، فقال شابّ منهم: يا قوم، ما يعنى هذا غيرنا، فنحن بالنهار نلهو، وبالليل ننام، ثم تبع صلة بن أشيم، فلم يزل يختلف معه إلى الجبّانة يتعبد معه حتى مات «٤» .
ولمّا أهديت معاذة إلى صلة بن أشيم أدخله ابن أخيه الحمّام، ثم أدخله بيتا مطيّبا، فقام فصلى «٥» من أول الليل إلى آخره، حتى طلع الفجر، وكانت