وقدم الشيخ أبو السعود إلى مصر فى عهد الملك الكامل بن الملك العادل الأيوبى، فى وقت كانت جيوش الصليبين قد جاءت إلى ثغر «دمياط» فى مائتى مركب، واستولوا على المدينة وملكوها، فعند ذلك اضطربت أحوال الديار المصرية، ونادى الملك الكامل فى القاهرة بأن النفير عامّ- أى التعبئة عامة- وأعلن الجهاد فى بلاد الإسلام «١» . لذلك لم ير أبو السعود بدّا من الانخراط فى صفوف المجاهدين تلبية لنداء الجهاد فى سبيل نصرة الإسلام والمسلمين.
وتذكر المراجع التاريخية أن شيخنا قد أبلى بلاء حسنا فى تلك المعارك، وإن لم تذكر الدور الذي قام به على وجه التحديد «٢» . ولم يرجع الشيخ أبو السعود إلى القاهرة إلّا بعد رحيل الصليبين عن دمياط، بعد أن عقدوا الصلح مع الملك الكامل.
وكان مقامه بالقاهرة بزاوية عند باب القنطرة «٣» كانت للإمام العالم