وتمشى وأنت مبحّر تجد قبر الشيخ شرف الدين بن الحسن يحيى بن علىّ المقرئ، المعروف بابن الخشّاب. كان من كبار القرّاء والفضلاء، وانتهت إليه رياسة الإقراء بمصر، وسمع الكثير [من الحديث]«٢» ، وحدّث عن جماعة من العلماء والفضلاء والمحدّثين، وله روايات كثيرة.
وبجانبه إلى القبلة قبر سفيان النيدىّ، كان يعمل «النيدة» ويتصدّق بأول قدرة منها «٣» ويبيع الباقى، وكان من أهل الخير، رحمه الله تعالى.
قبر القاضى المفضل بن فضالة «٤» :
ثم من قبره إلى قبر القاضى المفضل بن فضالة، رحمه الله. حدّث عن أبيه وجدّه، وكان يجتهد فى العبادة، ويكنى أبا معاوية، وتوفى سنة إحدى وثمانين ومائة، وكان قاضيا بمصر، وكان من أهل الدين والورع، مجاب الدعاء «٥» ، مجتهدا فى العبادة، وكان صائما بطول السنة لا يفطر إلّا فى العيدين «٦» وأيام التشريق، وكان يلبس الصوف على جسده، ويلبس القطن والكتان ظاهرا «٧»