[تربة الشيخ القطب أبى العباس البصير، المعروف بابن غزالة، ومن بها من الأولياء والعلماء والصالحين]
وتترك ضريح سيدى أبى السعود وتمشى قليلا متجها إلى الغرب، تجد مقام العارف بالله تعالى الشيخ أبى العباس البصير، وهى تربة بها جماعة من العلماء والأولياء والصالحين، أجلّهم سيدى أبى العباس البصير «١» ، رضى الله عنه.
وهو الإمام العالم، العارف بالله، الناسك الزاهد، مربى المريدين، قطب وقته، وغوث زمانه الشيخ أبو العباس أحمد البصير الخزرجى الأنصارى الأندلسى، ويعرف أيضا بابن غزالة، ولد مكفوفا من بطن أمّه، وكان أبوه ملكا ببلاد المغرب، ذكره الشيخ صفى الدين بن أبى المنصور فى رسالته وأثنى عليه، وقال: إنه نشأ فى العبادة منذ صغره. وهو تلميذ الأستاذ أبى أحمد جعفر الأندلسى، تلميذ أبى مدين شعيب.
[سبب تسميته بابن غزالة:]
حكى عنه «٢» فى سبب شهرته بابن غزالة: أن أمّه لمّا وضعته وجدته أكمه، ليس له بصر ينظر به، فخافت من سطوة أبيه إذا نظر إليه فلم يعجبه، فألقته فى البريّة ورجعت، فأرسل الله غزالة ترضعه، فلما جاء الملك من السفر الذي كان فيه قالت له زوجته: إنى وضعت غلاما، وقد مات، فقال لها:
لعل الله تعالى يعوضنا خيرا منه. فخرج من عندها للصيد، فضرب حلقة الصيد، فنظر إلى غزالة فى وسط الحلقة وهى ترضع طفلا، فلما رآه حنّ له، فقال