ثم تخرج من باب السور الجديد إلى الخارج، وتمشى وأنت مشرّق تجد قبّة بها قبر الشريفة زينب. وعلى يمينك وأنت مشرّق تجد حائطا «١» تحته قبر يقال: إنه للحسن بن الحسين ابن ولد جعفر الصادق. وبجانبه قبر «فاطمة» ابنة العبّاس. ثم تمشى وأنت مبحّر تجد قبر محمد بن الفضل، من بنى برمك.
وفى تلك الناحية قبور أشراف. وتجد على الطريق قبور أولاد أبى هريرة، رضى الله عنه «٢» .
قبر ميمونة العابدة «٣» :
وتمشى وأنت رائح إلى قبر «أشهب» تجد قبر ميمونة العابدة، أخت رابعة فى العبادة.
حكى أنّ ذا النون «٤» المصرى رضى الله عنه قال: وصفت لى جارية فى الجبل المقطم تتعبّد به يقال لها «ميمونة» العابدة، فانطلقت إليها لأزورها، فلقينى بعض العبّاد فقال لى: إلى أين يا ذا النون؟ فقلت: إلى زيارة ميمونة.
فقال لى: إنها امرأة مجنونة. فأردت أن أرجع، فقلت: وما علىّ منها، لعلّى أراها، فعدت فرأيتها، فقالت لى: سلام عليك يا ذا النون! فقلت لها: من أين عرفتينى؟ فقالت: جالت روحى وروحك فى الملكوت، فعرّفنى بك الحىّ الذي لا يموت، والله ياذا «٥» النون لست مجنونة، وإنما أنا بحبّه مفتونة! فقلت