أتدرى يا بن آدم ما أبحت ... وما أعطاك ربّك إن شكرت
إذا ما شئت قمت إلى الصّلاة ... فناجيت الإله بما أردت
وقيل: إنه سأل الله تعالى أن تصيبه الحمّى لما فيها من الأجر لمن صبر عليها «٢» ، فكانت الحمّى تأتيه ساعة من النهار فى كل يوم، فيحمى لها جسمه، ويتغير لها لونه، فإذا غربت الشمس زالت عنه، فلم تزل كذلك حتى توفى- رحمه الله تعالى- فى سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، وصلّى عليه صاحبه الحدّاد.
قبر البزاز، رحمه الله تعالى «٣» :
تجده على مصطبة، كان من خيار الناس «٤» ، وكان إذا باع واستفتح وجاءه زبون آخر قال له: امض إلى جارى، فإنى قد استفتحت.
قال الرّاوى: قال لى رجل أعرفه «٥» ، ونحن عند قبره نزوره:
يا سيدى، أخبرك بأعجوبة؟ قلت: ما هى؟ قال: كنت يوما ليس لى شىء «٦» ، وقد دخل الشتاء، فجئت إلى قبر هذا الرجل فزرته ثم قلت:
يا صاحب هذا القبر، أنت ما سمّيت بزّازا سدى، وأنا أشتهى عليك ما ألبسه، فإننى فقير ولا شىء لى «٧» ، وقد تعرّيت. ثم عدت إلى بيتى، فلما كان الغد