والده أبو عبد الله الحسين بن بشرى الجوهرى- رحمة الله عليه «١» :
كان من الأجلّاء الفضلاء- وكان من المكاشفين، وله كلام على الخاطر، ولم يكن فى وقته مثله زهدا وعبادة وورعا، ولم يأت بعده مثله، وله حكايات عن نفسه وعمّا شاهد، وخوطب به.
قيل: إنه اجتمع مع الشيخ أبى القاسم الحسين بن الأنبارى، قال ابن الأنبارى: سمعته يقول ذات يوم، وقد ذكر عنده من يطلب الكيمياء، فقال: العجب كل العجب أن ترى هذه الطريقة بعمل الكيمياء، الله يعلم أنّ قوما تعرض عليهم مفروغة فما يأخذونها، يا سبحان الله، إذا وقف العبد بين يدى الله سبحانه يتناثر عليه البرّ، فإن وقف عند شىء منه «٢» أوقف عند ذلك، وإن لم يقف وكان ناظرا إلى المعطى كان المزيد على قدر ذلك!
وذكر عنده رجل ذات يوم كان يسير فى السّحاب فقال: إنى أعرف رجلا فى جامع مصر علا حتى رآه رجل «٣» ، وارتفع من الأرض وسار إلى السماء، فقلت له: يا سيدى، ما كان عليه؟ قال: كان عليه قباء بياض، والشفاشف «٤» بين رجليه يلعب بها الريح، فعلمت أنه هو الذي نظره.
وقال ابن الأنبارى أيضا: بتّ ليلة فى طارمة «٥» فى القرافة وحدى، فجاء فى فكرى خاطر، فقلت: فلان له ألف ركعة، وفلان له كذا وكذا، وقلت: يا نفس، ما أعظم مصيبتك، لم لا تكونى مثل هؤلاء؟! فقلت: والله