ومن المواقف التى تشهد له بالشجاعة الأدبية النادرة ما حكاه القاضى عبد الرحمن البكارى، من أنّ الشيخ عز الدين بن عبد السلام أفتى مرّة بشىء، ثم ظهر له أنه خطأ، فنادى فى مصر (أى الفسطاط) والقاهرة على نفسه:
من أفتى له ابن عبد السلام بكذا فلا يعمل به، فإنه خطأ.
ويقول ابن كثير عنه: كان فى آخر عمره لا يتقيد بالمذهب، بل اتسع نطاقة، وأفتى بما أدّى إليه اجتهاده. ولمّا عزل الشيخ نفسه عن القضاء تلطّف السلطان فى ردّه إليه، فباشره مرة، ثم ثانية، وتلطف مع السلطان فى إمضاء عزله، فأمضاه وأبقى جميع نوابه من الحكام، وكتب لكل حاكم تقليدا، ثم ولّاه التدريس بمدرسته التى أنشأها فى القصر الفاطمى الشرقى، والتى تعرف باسم المدرسة الصالحية «١» .
[تلاميذه الذين أخذوا عنه:]
ومن تلاميذه الذين رووا عنه: شيخ الإسلام ابن دقيق العيد- وهو الذي لقّب الشيخ عز الدين «سلطان العلماء» ، والإمام علاء الدين أبو الحسن الباجيّ، والشيخ تاج الدين بن الفركاح، والحافظ أبو محمد الدمياطى، والحافظ أبو بكر محمد بن يوسف بن مسدى، والعلّامة أحمد أبو العباس الدّشناوىّ، والعلّامة أبو محمد هبة الله القفطىّ، وغيرهم.