من الدنيا، إنّما أتحسّر على أننى منذ وقعت «١» عينى على ذلك الرجل «٢» ، ذهب عنى ما كنت أجده من الأنس بالله، والنور الذي كان فى قلبى! ثم توفى- رحمة الله عليه.
*** وعند رجليه قبر الفقيه أبى محمد «٣» بن اللهيب، رحمه الله تعالى، كان فقيها فى علم الكلام على مذهب أبى الحسن الأشعرى، رحمه الله.
قبر أبى العباس أحمد بن اللهيب «٤» :
وبجانبه إلى القبلة «٥» قبر أبى العباس أحمد بن اللهيب، رحمه الله، كان رجلا خيّرا، يطعم الفقراء ويتصدق عليهم، ويمشى إلى بيوتهم من الأرامل والمنقطعين «٦» .
وكان يخرج راكبا حمارا والخريطة فى كمّه مملوءة دراهم، فلا يزال يتصدق منها «٧» إلى أن يرجع إلى منزله وهى فارغة، حتى كان من كثرة ما يتصدق به يقول الناس عنه: إنه يفرق المطالب بالجبل. وكان يقال: إنه يطلع إلى الجبل فى أوقات الغفلات. وهو مشهور. وكان الفقراء يجدون عنده راحة كبيرة «٨» .