ومأكلها الحسن. فقالوا: يا سيدى لا حاجة لنا بها، وليس لنا رغبة إلّا فى صحبتك. فقال لهم: ردّوا هذا المال إلى صاحبه وائتونى باللّبنة. فجاءوا بها إليه وهى على حالتها الأولى، فرماها الشيخ إلى جانب الزاوية. وهذا من جملة كرامات الشيخ وانقلاب الأعيان له.
ومن كراماته التى ذكرها الشعرانى فى طبقاته، أن شخصا من مريديه قدم على سيدى عبد الرحيم القناوى- بعد وفاة الشيخ أبى العباس- وكان الشيخ عبد الرحيم يأخذ العهد على جماعة من الحاضرين، فمدّ يده ليد فقير سيدى أبى العباس البصير وهو فى المحراب، فخرجت يد أبى العباس من الحائط فمنعت يد الشيخ عبد الرحيم، فقال الشيخ عبد الرحيم: رحم الله أخى أبا العباس، يغير على أولاده حيّا وميتا «١» وكانت وفاته- رحمه الله تعالى- سنة ٦٢٣ هـ رضى الله عنه وأرضاه.
وإلى جانبه قبر زوجته السيدة «موفقة» ، وكانت من الصالحات وأهل الولاية.
الشيخ يحيى الصنافيرى ومناقبه «٢» :
وبتربة سيدى أبى العباس البصير قبر الأستاذ ذى المناقب المشهورة، صاحب المكاشفات الجمّة، الشيخ القطب يحيى بن على بن يحيى الصنافيرى «٣» ، من أكابر الأولياء، نشأ فى العبادة من صغره، وكان فى حال بدايته رجلا صوفيّا، كثير التلاوة للقرآن، ولم يزل كذلك إلى أن حصلت له جذبة ربّانية، وهبّت