سكر الحال، فينزل يتمشّى ويتمايل فى الجامع الأزهر، فيتكلم الناس فيه بحسب ما فى أوعيتهم حسنا وقبحا.
[مكانته ومؤلفاته:]
وكان- رحمه الله تعالى- من الظرفاء الأجلّاء الأخيار، والعلماء الراسخين، والأبرار، أعطى- رضى الله عنه- ناطقة سيدى على أبى الوفا فى عمل الموشحات الربّانية «١» ، وألّف الكتب الفائقة فى العلوم اللدنية، أهمها كتابه قوانين حكم الإشراق، يشرح فيه للمريدين الأحوال والمقامات والسلوك.
وله لطائف فى تفسير أقوال الصوفية، منها قوله فى قول ابن الفارض:
«وكل بلا أيّوب بعض بليّتى» أى: لأن بلاء أيوب عليه السلام فى الجسد دون الروح، وبلاء العارف فيهما معا. وقال فى معنى قول بعضهم:
«مقام النبوّة فى برزخ ... فويق الرسول ودون الولى»
يعنى: أن مقام النبوة يعطى الأخذ عن الله تعالى بواسطة وحى الله، ومقام الرسالة يعطى تبليغ ما أمره الله به للعباد، ومقام الولاية الخاصة يعطى الأخذ عن الله بالله من الوجه الخاص.
وهذه الحقائق الثلاث كلها موجودة فيمن كان رسولا، ومن المحال أن يعتقد أحد من أهل الله تعالى تفضيل الولاية على النبوّة والرسالة.
وقال فى إنكار بعض المنكرين على قول بعض العارفين:«إنّ الخضر مقام لا إنسان» قال: لا إنكار، لأن الولىّ المحبوب يعطى من الكرامات ما للخضر