وقيل: كان سيدى حسن التسترى- رضى الله عنه- أقدم منه هجرة، وكان يقاربه فى الرتبة، وقيل: كان أرقى منه درجة، فلحقه بأرض مصر، فقال له سيدى يوسف: يا أخى، الطريق لا تكون إلّا لواحد، فإمّا أن تبرز أنت للخلق وأكون أنا خادمك، وإمّا أن أبرز أنا وتكون أنت خادمى- قياما لناموس الطريق- فقال له سيدى حسن، رضى الله عنه: بل ابرز أنت وأكون أنا خادمك. فبرز سيدى يوسف رضى الله عنه «١» .
[كراماته ومصنفاته:]
وكانت طريقته التجريد «٢» فكثر بمصر أتباعه، واشتهر ذكره، وبعد صيته، وكثر معتقدوه ومريدوه، وكانت له زاوية مشهورة فى قرافة مصر- وهى الزاوية التى دفن فيها- وعدة زوايا فى بلدان مختلفة، وعمّ نفعه البلاد والعباد. وأبرز بمصر من الكرامات والخوارق ما يضيق الوقت عن وصفها «٣» .
ومن آثاره: رسالة فى شرائط التوبة ولبس الخرقة، سمّاها:«ريحانة القلوب فى التّوصّل إلى المحبوب» ، و «بيان أسرار الطالبين» فى التصوف، و «بديع الانتفاث فى شرح القوافى الثلاث» وله «حزب»«٤» .
وكان- رضى الله عنه- يغلق باب زاويته طول النهار، لا يفتح لأحد إلّا للصلاة، وكان إذا دقّ أحد الباب، يقول للنقيب: اذهب فانظر من شقوق