[قبر الشيخ أبى عبد الله محمد بن جابار الصوفى الزاهد:]
هو من مشايخ أبى الحسن بن الفقاعى، رحمة الله عليه «١» . كان من كبار مشايخ الصوفية، قرأت فى كتاب المسبّحى: حدّثنى ابن الدّاية كاتب القمنى «٢» قال: حدثنى أبو الحسن البغدادى، قال: وردت إلى مصر مع والدى وأنا صبّى دون البلوغ، فى أيام «كافور» ، وكان أبو بكر المحلى يتولى نفقات مصالحه وخواص خدمه، وقد استبيحت «٣» بينه وبين أبى مودّة، وكان يزوره ويصله، قال: فجاءه ذات يوم فأطال عنده المكث، وتحدّثا، وتذكّرا أخبار «كافور» وطريقته وما هو عليه من الخشوع، فقال أبو بكر «٤» لأبى- وأنا أسمع هذا: الأستاذ «كافور» له فى كل عيد أضحى عادة، وهى «٥» أن يسلّم إلى أبى بغلة محمّلة ذهبا وورقا «٦» ، وجريدة تتضمّن أسماء قوم من حدّ القرافة إلى «المنامة» وما بينهما، ويمضى مع صاحب الشّرطة، ونقيب يعرف المنازل، فأطوف من بعد العشاء الآخرة إلى آخر الليل، حتى أسلّم ذلك إلى من جعل له «٧» وذكر اسمه فى الجريدة، فأطرق المنازل والزوايا على الرجال والنساء «٨» ، فإذا خرج إنسان أقول له: الأستاذ أبو المسك «كافور» يهنّيك «٩» بعيدك ويقول لك: اصرف هذا فى منفعتك «١٠» ، ثم أدفع إليه