وتخرج من التربة تجد قبور أشراف، وتنزل إلى مقطع الحجارة وأنت مستقبل القبلة على يسارك، وتطلع وأنت مستقبل القبلة، تجد على رأس الصيرة «٢» قبّة بها قبر أبى الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون، خلف أباه «٣» فى ولاية الديار المصرية، وقتل بالشام، وجىء برأسه، فدفنه بعض خاصته بهذه القبة، وقيل: بل جىء به ودفن، والله أعلم «٤» .
وكان فى أيّامه «٥» رجل ورث من أبيه مالا، فأتلفه وأنفقه، ولم يبق عنده سوى جارية، فدعته الضرورة إلى بيعها [فى السوق، ونادى عليها الدّلّال، فبلغ ثمنها قدرا معلوما]«٦» فاشتراها وكيل خمارويه، وجهّزها جهازا حسنا، وأهدى إليها دارا «٧» حسنة حتى يدخل عليها سيدها خمارويه، فلحق سيّدها البائع عليها وجد عظيم «٨» ، [فخرج هائما على وجهه إلى قبر أبيه بهذه الجبّانة، فجلس يبكى]«٩» ، واتفق أنّ خمارويه ركب للزيارة فى ذلك الوقت من ذلك اليوم، وكان كثير الزيارة للمقابر، وكانت له عقيدة صالحة فى زيارة قبور الصالحين، فمر على قبر والد الشاب، فرأى الشاب جالسا يبكى، فقال