وتخرج من التربة وتأتى إلى الجهة البحرية «٢» تجد على يمينك قبر صاحب «الدّرّابة» رحمه الله تعالى، قيل: إنّ ذا النّون المصرىّ، رضى الله عنه، رأى فى المنام كأنّ قائلا يقول له: يا ذا النّون، إذا كان غدا، اجلس على شفير «٣» الخندق يجيء [إليك] ولّى من أولياء الله تعالى، ميت محمول على درّابة، فجهّزه وصلّ عليه «٤» . قال: فلما أصبحت جئت وجلست «٥» على الموضع الذي وصف لى، وإذا برجلين، يحملان رجلا ميّتا على درّابة، فقلت لهما حطّاه واذهبا «٦» .
قال ذو النون: فغسّلته، وكفّنته، وصلّيت عليه، ودفنته. وأوصى ذو النون «٧» إذا مات أن يدفن تحت رجليه. ففعل ذلك به «٨» . قال ذو النون: فرأيت «٩» تلك الليلة فى منامى ذلك الرّجل الذي دفنته وعليه حلّة من السّندس، فقال: يا ذا النون، جزاك الله عنى خيرا.