وكان- رحمه الله- كثير الاطلاع، حتى قيل: إنه لا يوجد كتاب فى مكتبات المدارس التى درس أو درّس بها فى القاهرة أو قوص إلّا وعليه تأشيرات بخطه. أمّا تأليفه فيقول حاجى خليفة فى «كشف الظنون» : «ولو لم يكن له إلّا ما أملاه على (العمدة) لكان عمدة الشهادة بفضله، والحكم بعلو منزلته فى العلم والنبل» فكيف بشرح (الإلمام) وما تضمّنه من الأحكام، وما اشتمل عليه من الفوائد النقلية والقواعد العقلية، والأنواع الأدبية، والنكت الخلافية، والمباحث المنطقية، واللطائف البيانية، والملح التاريخية، والإشارات الصوفية؟
وله كتاب «اقتناص السوانح» أتى فيه بأشياء غريبة ومباحث عجيبة. وله إملاء على «مقدمة» كتاب عبد الحق- وكتاب فى علوم الحديث يعرف «بالاقتراح فى معرفة الاصطلاح» . وله خطب وتعاليق كثيرة.
ولما قدم إلى القاهرة قام بالتدريس بعدة مدارس بها، كان أولها المدرسة الفاضلية التى أنشأها القاضى الفاضل عبد الرحيم البيسانى بجوار المشهد الحسينى «١» ، ثم المدرسة الصلاحية التى أنشأها صلاح الدين الأيوبى بجوار مشهد الإمام الشافعى، والمدرسة الكاملية بالنّحّاسين، وبجوارها كان يسكن الشيخ تقي الدين، وانتهى بالتدريس بالمدرسة الصالحية التى أنشأها الصالح نجم الدين أيوب، آخر سلاطين الدولة الأيوبية.
[توليه القضاء:]
تولى تقي الدين بن دقيق العيد القضاء فى عهد السلطان «لاجين»«٢»