وبجوار حوش عبد الله بن أبى جمرة من الجهة البحرية يوجد مقام الإمام العالم فتح الدين محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن سيد الناس الفقيه الشافعى، الحافظ اليعمرى، أبو الفتح.
[أصله ومولده وأساتذته:]
أندلسى الأصل من أشبيلية، ولد فى مصر سنة ٦٧١ هـ، وكان حافظا بارعا، وأديبا بليغا، حسن المحاورة، لطيف العبارة، لا تملّ محاضرته، كريم الأخلاق، زائد الحياء، حسن الشكل، وهو من بيت رياسة وعلم، سمع، وقرأ، وارتحل، وكتب، وحدّث، وأجاز.
أخذ علم الحديث عن والده وابن دقيق العيد، ولازم ابن دقيق العيد سنين كثيرة، وتخرج عليه، وقرأ عليه أصول الفقه، وقرأ النحو والعربية على ابن النحاس، وولى دار الحديث بجامع الصالح، وخطب بجامع الخندق، وارتحل إلى دمشق سنة ٦٩٠ هـ، فكاد يدرك الفخر بن البخارى، ففاته بليلتين، وسمع من الكندى وغيره. وكتب الخط المغربى والمصرى فأتقنهما. قال الشيخ شمس الدين: ولعل مشيخته تقارب الألف «١» .