ثم تذهب من هذه التربة إلى الحوش المجاور لتربة الإمام محمد بن إدريس الشافعى. بهذا الحوش الجليل والمعظم، والمحل الأنور المفخّم، قبر الشيخ الإمام، العالم العلّامة الفاضل أبى إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إسحاق المروزىّ الشافعى.
كان إمام عصره فى الفتوى والتدريس، تفقّه على ابن سريج «٢» ، وبرع فى الفقه، قال ابن خلّكان فى حقه: انتهت إليه الرياسة فى الفقه بالعراق بعد ابن سريج، وصنّف كتبا كثيرة، وشرح مختصر المزنّى.
وقال الشيخ أبو إسحاق فى حقه: انتهت إليه رياسة الفقه ببغداد، وصنّف فى الأصول، وعنه أخذ الأئمة، وانتشر الفقه عن أصحابه فى البلاد.
ومن أحسن ما ذكر عنه من شعره قوله «٣» :
لا يغلونّ عليك الحمد فى ثمن ... فليس حمد وإن أثنيت بالغالى
الحمد يبقى على الأيّام ما بقيت ... ويذهب الدّهر بالأيّام والمال
وخرج إلى مصر فى آخر عمره فتوفى بها لسبع «٤» خلون من رجب الفرد سنة أربعين وثلاثمائة. وقيل: ليلة الأحد الحادى والعشرين منه «٥» سنة ٣٤٠ هـ. وقبره يزار ويتبرك به- رحمه الله تعالى ورضى عنه «٦» .