وإلى جانبه من البحرى قبر الشيخ دينار العابد، بجانب ضريح «الفقاعى» رحمه الله تعالى.
كان من كبار الزهاد الصالحين، وله كرامات كثيرة، من جملتها أنه اشتهر عنه أنه كان إذا قدّم إليه طعام فيه حرام يرى فيه ثعبانا «٢» يريد أن ينهش يده فيتركه.
وحكى «٣» عنه أنه قال: اجتمعت أنا و «عتبة الغلام» و «صالح المرّى» ومعنا جماعة من الصّالحين، ومضينا إلى بيت «أبى جهير» الضرير، فطرقنا عليه الباب، فكلّمتهم ابنته وقالت: ما تريدون «٤» ؟ فقالوا: نريد زيارة الشيخ، فقالت: ادخلوا. قال: فدخلنا فسلّمنا عليه، فتقدم عتبة فسلّم عليه، فقال: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا «عتبة الغلام» . قال: أنت الذي جئت آخرا فصرت أولا. ثم تقدّمت، فقال: من أنت؟ فقال «عتبة» :
هذا «دينار» العابد، فقال: أنت دينار؟ قلت: نعم، قال:«إيّاك أن يراك على ما نهاك فتسقط من عينه» . ثم تقدّم «المرّى» فسلّم عليه، فقال:
من أنت؟ قال: أنا «صالح المرّى» ، قال: أنت الذي تقتل المحبّين بقراءتك؟! أما كان فى كتاب الله آية تقتلك وتريح المحبّين منك؟ اقرأ علىّ من كتاب الله تعالى. قال: فخفت أن أقرأ عليه آية فى ذكر النّار فيتخوّف ويموت، أو فى ذكر الجنّة فيشتاق إليها. قال: فقرأت عليه وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ