ثم تخرج من هذه «٢» التربة إلى مشهد «طباطبا» وهو مشهد عظيم مبارك شريف. بهذا المسجد طائفة من بنى «طباطبا» . [وطباطبا] هو:
أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر الشهيد المقتول ابن عبد الله ابن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن على بن أبى طالب، لقّب بذلك لرتّة «٣» كانت فى لسانه، كما حكى عن أبى بكر الخطيب، الإمام الجليل، صاحب «تاريخ بغداد»«٤» فى ترجمة إبراهيم المذكور، أنه لمّا قدم بغداد فى خلافة الرشيد سمع به، فبعث إليه، فظن أنّ أحدا وشى به، فدخل على الرشيد، فقام له وأجلسه إلى جانبه، وحادثه، فصار يظهر للرشيد من كلامه الخوف، فقال: ما بك يا أبا إسحاق؟ قال: روّعنى صاحب الطّبا «٥» ، يعنى الذي دعاه، وكان عليه قبا فبدّل القاف طاء، فلقّب بذلك الوقت «طباطبا» .
وقيل: بل طلب يوما ثيابه، فقال الغلام: أجىء بدرّاعة «٦» ؟ فقال:
«طباطبا» ، يعنى: قباقبا. ومن عرف بابن طباطبا فإليه ينسب، وهو أول من لقّب بذلك.
وأمّا من دفن بهذا المشهد فمن ذرّيّته «٧» وفيه قبر ولد ولده على