لها: أوصينى. فقالت: يا ذا النون، اجعل التّقوى «١» زادك، والزّهد شعارك، والورع دثارك، لا يبعد عليك المطلوب، ولا يغلق فى وجهك باب المحبوب.
يا ذا النون، إنّ لله أحبابا عرّفهم [به]«٢» فعرفوه، وأطلق ألسنتهم بذكره فنزّهوه، لو احتجب عنهم طرفة عين لتقطّعوا من ألم البين.
وحكى عنها أنها كانت تناجى ربها فى بعض الأيام فقالت:«يا سيدى، هل تحرق قلبى بحبك؟» . فإذا النداء: يا ميمونة، لا تظنّى «٣» بنا إلا خيرا فإنّا لا نفعل ذلك أبدا. فقالت: وا شوقى إليك، وإن قرّبتنى! واحيائى منك، وإن غفرت لى!
وأنشدت تقول شعرا «٤» :
ما بقا دمع فأبكى ... ها فؤادى فتّشوه «٥»
إن وجدتم غير ربّى ... فدعونى ودعوه
***
قبر أشهب- صاحب مالك بن أنس «٦» :
وإلى جانبها من الشرق تربة بها قبر الفقيه الإمام العالم أبو عمر أشهب