وجانبه إلى القبلة «٢» قبور شيوخ المعافر، رحمة الله عليهم، وما يخفى على الناس بلههم فيما يختص بأمور الدنيا، وحذقهم فيما يختص بأمور الآخرة، قيل: إن خليفة من الخلفاء «٣» أخبر عنهم بشدة بلههم فى أمر الدنيا، فأرسل إليهم فقال: أريد قرضا «٤» ألف دينار. فلما جاء الرسول إليهم قالوا: لا نقدر على ألف دينار، ونحن ندفع ما نقدر عليه. فجمعوا ألوفا «٥» كثيرة وقالوا للرسول: قل له: والله ما قدرنا «٦» إلّا على هذا، وما وصلت «٧» قدرتنا إلى ألف دينار. فلما جاءه الرسول ومعه المال وأخبره بقصتهم وما جرى له معهم تعجّب، وردّ عليهم المال وشكرهم وأثنى عليهم، وتعجّب منهم ومن بلههم وقال: والله ما قصدت إلّا الاطلاع على بلههم وقلّة خبرتهم بالدنيا.
قبر الوزير أبى القاسم الجرجانى «٨» :
وفى حومتهم أبو نصر الزاهد، وبجانبه إلى الغرب تربة فيها قبر أبى القاسم الوزير، وبجانبه أبو سعيد المالينى وأبو الفتح الصوفى، وقدّامهم جوسق تحته قبر البسطامى، وبجانبه قبور بنى تاشفين ملك المغرب «٩» ، وقدامهم قبر الجرجانى «١٠»