وكانت الذئاب ترتع مع غنمه فى المرعى، قال ابن وهبان: جئت إلى بئر فلم أجد عليها سقاء «١» ، فوقفت فإذا شيبان قد أقبل بغنمه، فقلت: لعلّ معه السّقاء والحبل فأشرب وأنصرف. فرأيته قد بسط يديه ثم قال للغنم: اذهبى فاشربى. فأتت الغنم إلى البئر، فارتفع الماء إلى فم البئر «٢» .
وروى أنه أتى إلى برّيّة «٣» قليلة الماء، فأخذته سنة من النوم، فنام فأجنب «٤» ، فبقى حائرا فى الغسل، فهمهم «٥» ، فأتته سحابة فمطرت عليه، فاغتسل، وعرف «٦» هذا المكان بإجابة الدعاء، ولم يزل المشايخ يتذاكرون شيبان بهذا المكان، وقال بعضهم: إنه بأرض الشام. وببركته يستجاب الدعاء بهذا المكان حيث كان، والأصل فى الزيارة إخلاص النّيّة.
وفى تربته قبر سليمان اليشكرى، ويكنى أبا الربيع، توفى سنة ٣٢١ هـ.
وإلى جانبه قبر محمد المؤذن بالجامع الحاكمى. ثم تخرج إلى قبر الخياط «٧» ، وهو فيما بينه وبين المزنى. كان رجلا صالحا من أرباب الأسباب وأهل الحال.
قبر المزنّى صاحب الشافعى، رضى الله عنهما «٨» :
هو إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن إسحاق المزنّى «٩» ،