ثم تمضى إلى قبر السيد الشريف أبى القاسم الفريد المعروف بصاحب الخيار. حكى عنه أنّ إنسانا ورث «٢» من أبيه مالا فأذهبه «٣» ، ثم تداين دينا وذهب منه، فطولب به، فقال: لم يكن عندى ما أدفعه، فلزمه «٤» صاحب الدّين إلى القاضى وطالبه بالمال، فأقرّ به، فأمره بدفعه، فاعترف بالعجز، فأمر باعتقاله. ثم أنظره صاحب الدّين مع القاصد الشّرعّى ثلاثة أيام، فإن جاء بالمال.. وإلّا اعتقل. فلما كان فى اليوم الثالث قال فى نفسه: من أين لى ما أعطى هذا الرجل؟
ثم ذهب إلى القرافة، ورأى كثرة المقابر، حتى انتهى إلى هذا القبر، وكان عليه حاجز بالطوب اللّبن، فجلس عنده وابتهل إلى الله تعالى، فأخذه النوم، فرأى فى منامه كأنّ هذا الشريف صاحب القبر [ناوله]«٥» خيارا، وكان فى أيام عدمه، فاستيقظ فوجد فى حجره الخيار، فتعجّب من ذلك، فبينما هو متعجب من ذلك إذا بالأمير أحمد بن طولون [واقف] على رأسه، فقال له: من أنت «٦» ؟ وما الذي أجلسك هنا؟ فذكر له قصته، وما وقع له فى منامه، فأعطاه الأمير أحمد مالا وقال له: اقض به دينك. وكان الأمير أحمد كثير الزيارة لقبور الصالحين والأولياء.