فرس، فقال له: انزع «١» القماش، فخلع ثيابه وأبقى السّراويل، فقال له:
انزع السراويل «٢» ، قال: فخلعه ورمى به وقال: خذه وامض فى اليم، فأخذه فهرب به الفرس حتى أدخله اليمّ، وخاف على نفسه الهلاك، فقال فى نفسه: ما أوتيت إلّا من قبل الذي أخذت ثيابه «٣» ، فعقد مع الله توبة خالصة، فرجعت الفرس وطلع سالما، فجاء إلى القرافة وطلب الشيخ «٤» ، فوجده، فلما رآه الشيخ أبو الفضل تبسّم وقال له: اترك القماش وامض.
قبر أبى الطيب الهاشمى «٥» :
وبجانبه إلى البحرى قبر الشيخ أبى الطيب الهاشمى «٦» ، المعروف بابن بنت الشافعى، رضى الله عنه. كان من الزهاد العلماء، صحب أبا بكر أحمد ابن نصر الزّقّاق وغيره من مشايخ القوم «٧» ، وكان من السالكين للطريق «٨» ، فسمع الحديث الكثير «٩» ، وروى عن المشايخ، وكان يقول:«الصلاة تبلغك نصف الطريق، والصوم يبلغك باب الملك، والصّدقة تدلك عليه» .