فأدار «١» وجهه للقبلة ودعا، ثم قال: سلطان السماء يكفيك سلطان الأرض! فعدت إليه فى اليوم الثانى فقلت: يا سيدى، قد اشتد الأمر والطلب علىّ. فقال لى مثل القول الأول. فرجعت وقد كفانى شر شيركوه، وكان منه ما كان.
وحكى عنه أنه كان مسافرا إلى مكة فى مركب، فوقع منه ذهب فى المركب، فلقيه رجل بدوىّ، فرأى فى المنام قائلا يقول له: ردّ الذّهب إلى صاحبه الدّرعيّ. فاستيقظ وقال: لا أدفع له شيئا. ثم نام، فرأى أيضا فى المنام القائل وبيده حربة من حديد وهو يقول: ادفع للدّرعّى ذهبه وإلّا قتلتك! فقال: أين أجده؟ قال: هو معك فى المركب. فلمّا أفاق سأل عنه وردّ عليه المال «٢» .
قبر الذهبى- رحمه الله «٣» :
ثم تخرج من التربة على يسارك «٤» تجد قبر الذهبى رحمه الله، يكنى أبا حفص، ويسمى عمر، ويشتهر بالمقدسى، كان رحمه الله من طلبة الطّرطوشى «٥» ، وكان متعصبا لمذهب الأشعرى، وكان كثير الضحك، حضر