فاجتمعنا فى جدة، فقال لنا: أين قماشكم؟ فقلنا: ها هو. فقال: أنا رفيقكم.
قال: ووصلنا سالمين ونحن بخير إلى «عيذاب»«١» وإلى «قوص» فاجتمعنا فى بيت، قال: فقلنا له: سبحان الله، دعوناك فى مكة فى ليلة فأبيت، وها أنت رفيقنا الآن! فقال: والله لمّا طلبت فى مكة مرّ «٢» علىّ يومان ما أكلت فيهما طعاما، ولقد فارقنى بهذا أخى الداعى لى، وكنت أطوف بالبيت، فما أقدر على إكمال الشوط «٣» من الجوع، وجئت إلى بيتى، فما أخذنى نوم، فلما أصبحت نمت مكانى «٤» قال: فقلنا له: كيف كان مقامك؟ قال: كنت أنقل التراب من الحرم إلى خارجه، وأحتطب الحطب، وأدخل الليل بعمرة، وأصبح آخذ الحطب أبيعه وأتقوّت منه «٥» .
قبر الفقيه أبى البركات «٦» :
وعند رجلى الشيخ أبى الحسن قبر الفقيه أبى البركات، [ويقال: إنه يكنى أبا السرايا، رضى الله عنه]«٧» .
كان يقول:«قلوب تعرف، وألسنة تصف، وأعمال تخالف» . وكان الناس يأتون إليه بالصّدقات فيفرقها، وكان يجعلها تحت مصلّاه، فكل من أراد