فإن مسّها غيرى فلا حرج علىّ، وعرّفوا شقران بذلك لئلّا يعود إلى الدعاء علىّ.
قبر أبى الربيع الزّبدى «١» :
وتجد إلى جانبه من القبلة قبر الزّبدى [المعروف بأبى الربيع]«٢» رحمه الله تعالى ... كان رجلا صالحا، قيل: إنه مرّ على أناس فقالوا: إنّا نشمّ عليك روائح الزّبدة. فقال: إنّى أحبّها فأظهرها الله تعالى علىّ.
وعند «٣» رأس قبره عمود من الحجر الكدان، عليه كتابة «الشيخ أبو الربيع» . ودرست هذه الكتابة.
وكان أبو الربيع مستجاب الدعاء، على غاية من سلامة الصدر، وأنّ أبا الطّيّب أحمد بن على الماذرائى «٤» ، وزير الديار المصرية، اجتهد فى الاجتماع به فلم يمكّنه، فبذل مائة دينار لإنسان من أصحاب الشيخ بشرط أن يجمع بينهما. فقال: نعم بسم الله. ثم مضى إليه وقال له فى عيادة رجل مسلم فى غد بعد صلاة الصبح، فقال: نعم، وكان يصلى الصبح فى الجامع العتيق، وكان مسكنه بالقرافة، فلما أصبح مضى به الرجل إلى دار أبى الطّيّب، ودخل معه، فقرأ ودعا، وقد كان تأمّل الدّار والآنية والفرش، فلما خرج أقبل على الرجل وقال: ما يصنع هذا؟ فقال له الرجل: إنه يبيع القلقاس! فقال: ويربح هذا كله فى القلقاس؟ قال: نعم. وعجب الشيخ من ذلك، فكان إذا اشتكى إليه إنسان الفقر والضّيق وقلّة المعيشة يقول له: عليك ببيع القلقاس!