وجاء به إلى قبورهم، ثم قال له «١» : هؤلاء سماسرة الخير. فقال له الرجل:
أتيت بى إلى قبور؟! فجلس الرجل محزونا جائعا، فنام ممّا لحقه من الهمّ، فرأى فى منامه واحدا منهم، فقصّ عليه قصته، فقال له: امض إلى ولدى فى دارى الفلانية بالمكان الفلانى، واسمه فلان، وقل له احفر فى مكان كذا وكذا من الدار «٢» ، وادفع لى ما أنفق «٣» . فاستيقظ الرجل، وجاء إلى الدار التى وصفها له الميت، واجتمع بولده، وذكر له المنام، وعيّن له الموضع، فحفر فيه فوجد «برنيّة»«٤» فيها ثلاثمائة دينار، فأخذها الرجل واستغنى بها.
*** قبر أبى شعرة صاحب الدار «٥» :
وبجانبه إلى الشرق قبر أبى شعرة، يقال له:«صاحب الدار» رحمه الله تعالى، كان له دار يسكنها لله تعالى، ويجعل لمن يسكنها ما يأكل وما يشرب، والكسوة له ولعياله «٦» لمدّة ستة أشهر. ويشترط ذلك مع كلّ ساكن «٧» .