للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صاحب الشافعى، نسبته إلى قبيلة من العرب تسمى مزينة «١» ، وهو مصرى، كان من كبار العلماء، جمع بين العلم والزهد والورع والعبادة «٢» .

وروى «٣» عنه أبو جعفر الطحاوى، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وأحمد بن محمد بن حسين الصابونى، وعبد الرحمن بن أبى حاتم الدّارى، وأحمد بن عبد الرحمن الجارود، وغيرهم. وكان من الثقات، وكان أنقل أصحاب الشافعى لأقواله، وكان زاهدا، ورعا، محجاجا، مجتهدا، غوّاصا على دقائق الفقه، عارفا بنكته.

قال الأنماطى: قال المزنى: أنا منذ «٤» خمسين سنة أنظر فى كتاب الرسالة للشافعى، ما نظرت فيه مرة إلّا استفدت منه ما لم أستفد قبل.

وكان كثير العبادة، ملازما للسّنّة، من أعرف الناس بإرادات الشافعى «٥» ، بحيث يقدّم نقله عنه على كل نقل، وذلك لعدالته وتحقيقه لمذهبه. وعنه انتشر مذهب الشافعى انتشارا كبيرا «٦» ، وذلك بإشارة الشافعى حيث قال: «المزنى صدرى.. المزنى ناصر مذهبى» .

وكان المزنى قبل دخول الشافعى [مصر] «٧» بليدا، لا إلمام له بالعلم، فلما دخل الشافعى رأى الناس يزدحمون عليه، فقال: ما بال الناس يزدحمون على هذا الرجل الحجازىّ؟ قالوا: لعلمه. فقال: وما لى لا أقرأ العلم.