لك سبحانك كمال التّنزيه المطلق، والتّوحيد من غير إلحاق محقّق، جلّ جناب قدسك عن طارق النّقصان، وتعالى مجدك العزيز أن يكون محلّا للأكوان، أنت وحدك المليك، ما معك غير ولا شريك.
إلهنا، سبحانك، إرادتك سابقة بما شئت من التّقدير على العباد من خير وشرّ، وسعادة وشقاوة، وهداية وضلالة، وإيمان وكفران، وطاعة وعصيان، وإذا كانت المشيئة- بحكم الإرادة سابقة، فما الحيلة فى التقدير؟
لكن أنت البصير والنّصير.
يا من لا حجر عليه «١» فى الأكوان، كن لنا أبدا فى العون، بحنانك يا رءوف، بعطفك يا عطوف، يا ربّنا، يا مولانا، يا سيّدنا، يا سندنا، يا ملاذنا، يا عياذنا، يا ملجأنا، يا منجانا، يا غوثنا، يا عزّنا، يا كنزنا، يا فوزنا، يا حرزنا، لا إله إلّا أنت، ما لنا سواك، ببابك وقفنا، وبك لك توسّلنا، وعلى بساط غناك بسطنا أيدى الفقر والاضطرار، وجئنا بحالة الذلّة والانكسار، وأنت الكريم وجابر القلوب، وأنت معطى كلّ خير ومرغوب.
إلهنا، نسألك، يا من أعطى قبل السّؤال، يا من ليس له شبيه ولا مثال، يا من خلق الخلق ليربحوا عليه، يا من دعا أهل ولايته إليه، يا كاشف الكروب، يا علّام الغيوب، يا حميد يا مجيد، يا قدير يا مريد، يا سميع يا مجيب، يا رحيم يا قريب، هب لنا ما سألناك وما لم نسأل، يا من على فضله وإحسانه الاعتماد والمعوّل، بجاه أهل الوجاهة من الأحباب، الّذين سبقت لهم السّعادة فى أمّ الكتاب، اكتبنا فى سجلّ سعادتهم الأبديّة، وأشرق علينا من أنوارهم القدسيّة، وأتحفنا تحفك بين البريّة، واكسنا خلع أهل الخصوصيّة حتى نفوز كفوزهم، ونعزّ كعزّهم، ونرقى معهم إلى حضرات الارتقاء، حيث الشّهود واللّقاء.